العرض النهائي لورشة العمل الثقافية في دوسلدورف
09.08.2017
ضمن مجريات العرض النهائي لورشة العمل الثقافية التي استمرت من 17 حتى 28 يوليو من العام 2017 كنوع من النشاطات الثقافية و الترفيهية للشباب تم عرض مجموعة من الأعمال الفنية بوساطة ستين شاباً من جنسيات مختلفة.
تضمّن البرنامج الذي رعته كلٌ من مركز دسلدورف للتكامل و الاندماج و مكتب آكي بالتعاون مع المركز الثقافي "زاك" , عرضاً مسرحياً قدمه مجموعة من الشباب مع تشكيلة موسيقة شرقية و غربية, إضافة إلى الفلم القصير الذي روى قصة لاجئ أفريقي و تفاصيلَ بسيطة من حياته الجديدة في دوسلدورف. كما كانت الفرقة الموسيقية المكونة من شباب من جنسيات عديدة حاضرة بقوة خلال العرض الغنائي المشترك ناهيك عن عروض الراب الفردية و الجماعية مع اندماج واضح للحضور مع كل تفاصيل العرض.
الشيء اللافت في تلك العروض أن اللاجئيين المشتركين استطاعوا أن يُدخلوا آرائهم و نظرتهم الخاصة ضمن عروضهم كرسالة لمجتمعهم الجديد و التي بدتْ واضحة في الكثير من المواقف سواء كانت بعبارة يرتلها اللاجئ أو من خلال الموسيقا و الأغاني. يقول الشاب وسام جبور ذو الـ16 عاماً من العراق" أردتُ أن أقول للعالم أننا نستطيع أن نحب و عندما نحب فإننا نفعله بكل جوارحنا, أنا شاب عراقي ترك حبيبته في العراق لذا أردت أن أغني للحب".
الملك حبيب
كان العرض المسرحي لافتاً للغاية خلال البرنامج الثقافي, مجموعة من الشباب اللاجئين السوريين و الأفارقة والأفغان و العراقيين وبعض الأوربيين قدموا صورة مذهلة حول الشخصية المحورية وهو الملك "حبيب", فمن هو هذا الملك؟
تقول الشابة السورية المتألقة لانا الطباخ ذي الـ14 عاماً والتي أدت دوراً في مسرحية الملك حبيب, أن قصة الملك حبيب قصة قديمة لكن نحن الشباب أضفنا إليها بعضاً من آرائنا وتقول" الملك حبيب -وهو رجل سوريّ الأصل- قدم إلى ألمانيا وعاش هنا لبرهة من الزمن إلى أن بدأ بفلسفته الجديدة والتي تقول بأن كل البشر يجب أن يكونوا سواسية, حينها اختلفت الآراء بين مؤيدٍ و معترض" .
وقالت" أنها تجربية مميزة بالنسبة لي , خصوصاً وأننا قدما كامل أدوارنا باللغة الألمانية".
خلال المسرحية استطاع كل شاب و شابة أن يوصلوا ما يفكرون به إلى الحضور حتى أن بعض الرغبات والأماني كانت فكاهية بعض الشيء!
الشاب الماليّ الأصل " كانو" في السابعة عشر من عمره, يقول بأنه خسر عائلته في مالي وهذه المسرحية جاءت لتكون منبره ليقول صحيح بأنه خسر أهله لكنه كسب ما يعوض خسارته هنا و يضيف" أشعر بالسعادة لأنني هنا اليوم, لدي عائلة جديدة الآن لا وبل عائلة أكبر و أكثر تنوعاً, استطعتُ هنا أن أتجاوز الحزن الذي عانيته في الفترة السابقة".
" على الشُرفة الداخلية الخاصة بمنزلنا, راودتنا -أنا و زوجتي- فكرة المسرحية" يقول المشرف العام على المسرحية السيد أوليفر صالح الفيومي, و يتابع" لذا بدأنا بكتابة النص بعد أن اخترنا قصة الملك حبيب السوريّ, وهي قصة قديمة لرجل حاول تغيير ملامح البلاد بأفكاره الجديدة, ثم جهزنا القصة كاملة و أخبارنا الأطفال عنها بعدها أردنا أن نُخلط آراء الشباب بأحداث تلك الرواية, وأظن بأننا نجحنا"
وتقول السيدة تينا فيومي والتي شاركت زوجها في هذا العمل" أن الأطفال منفتحون للغاية, هذا ما سهل إتمام العمل فهي المرة الرابعة التي نؤدّي فيها هكذا أعمال مع اللاجئين"
العائلات جزء من هذا النجاح
بكل تأكيد لا يستطيع أحد أن يغضّ النظر عن دور العائلات المهم في بناء شخصية الطفل من خلال إتاحة الفرصة لهذا الطفل لبناء شخصيته بالطريقة السليمة, والتنظيم الحياتيّ الذي يجب على العائلات توليه إلى حد كبير في مسيرة الطفل خلال سنّ المراهقة, له دوره الفعال فيما سيكون عليه الطفل في المستقبل, العائلات كانت حاضرة بقوة خلال البرنامج وشاركوا في تفاصيل أساسية خلال الأيام التي سبقت العروض. وهنا أبدت بعض العائلات رأيها حول هذا المشروع و كانت سعيدة بالنتائج التي ظهرت إيجابيةً بشكل جليّ. يقول الأب نزار الطباح وهو والد الشابة لانا المشاركة في المسرحية " على الطفل أن يشبّع بالثقافة منذ بداية فهمه للكلام حتى تكون قرراته في المستقبل أكثر عقلانية وصواباً, وهذه هي مهمة العائلة"
وقال " أنصح العائلات بالاهتمام أكثر بأوقات فراغ أطفالهم وملئها بما هو مفيد, خصوصا في المجال الثقافي, حتى لا يلجأ الطفل بتبني الأمور السلبية ليقضي بها وقته فإقناع الطفل بعمل ماهو صائب ليس بالمهمة المستحيلة".
يُشار إلى أنه تقام سنوياً الكثير من المشاريع و البرامج الثقافية
والتعليمية في مدينة دوسلدورف من قبل مديرية الشباب و الجهات المعنية بالطفل
اللاجئ على وجه الخصوص وبمشاركة أعداد كبيرة من العائلات ضمن مشروع ثقافي هادف .
Kommentar verfassen