Schule + Bildung
الخوف من الامتحانات
09.01.2019
بات دخول جميع نوافذ الحياة تقريباً يتطلب الإخضاع لامتحانٍ ما! ليس بالأمر السهل التغاضي عن هذا الشرط الواجب تحقيقه ليتم قبولك في العمل أو معهد التدريب المهني أو لنيل الشهادة التي تسعى للحصول عليها. لا يمكن القول بأنّه مجردُ امتحانٍ بسيط لا يستحق التحضير له سوى بضع ساعات فقط, إنما يترتب على ذلك جملة من العمليات الفيزيولوجية و النفسية و التي تدعى "رهبة الامتحان".
تجتمع جميع الأبحاث على أنّ "رهبة الامتحان" أو "الخوف من الامتحان" هو ليس مجرد شعور عادي ينتاب المرء, إنما هو فرطٌ في الخوف من الامتحان ليتجاوز شعور الخوف الطبيعي الذي يتولّد قبل الإخضاع للامتحان, مترتباً على ذلك مجموعة من الأعراض النفسية و الجسدية سلبية النتائج و التي تصب جميعها في خانة الفشل.
تطوير شعور الخوف لدى الانسان
يُعتبر الخوف ردة فعل في غاية الأهمية, وهو شعور طبيعي مثله مثل السعادة و الحزن وغيرها من المشاعر الطبيعية. لا يوجد إنسان لم يشعر بالخوف, فالخوف هو عملية غير خاضعة لإرادة الانسان وهو ردة فعل نفسية تصب في خانة حماية الإنسان. تصور أن الإنسان لا يشعر بالخوف! سيفقد أتوماتيكياً عملية الإنتباه التي يوّلدها الخوف, فكيف له حينها أن يحمي نفسه ضمن زحمة المواصلات داخل المدينة مثلاً؟
الخوف تطوّرَ كنظام تنبيهي مهم يحمي الإنسان في حالات الخطر كما هو الحال في نظام الألم في الجسد.
قانون يركس و دوتسون "القليل من الخوف عملية ايجابية"
وضع عالما النفس الأمريكيان روبيرت يركس وجون دوتسون هذه النظرية عام 1908 ويعتبران أن
الحدود الطبيعية لمشاعر الخوف مساعدة خلال الامتحان ويتوجب عدم مكافحة هذه المشاعر.هذا يعني أنه ليس الهدف ها هنا دخول الامتحان بدون خوف على الإطلاق, لان ذلك سيخفّض من مستوى النجاح, فالأمثل هو خوض الامتحان مع نسبة غير مبالغة بها من مشاعر الخوف.
في المقابل قد يؤدي ردة فعل الخوف خلال الامتحان إلى خلل كبير في حال استمرار هذا الشعور أو في حال تضخمه. وهذه يؤدي إلى فقدان التركيز ثم الفشل.
خوف الامتحان المفرط
الكثير من الممتحنين يعنانون من مشاعر الخوف المفرطة قبل دخول الامتحان بساعات, البعض منهم يبدأ شعو الخوف لديهم حتى قبل الامتحان بأيام.
يزداد هذه الشعور تدريجياً ليبلغ أشده قبل بدء الامتحان بلحظات, حينها لا يستطيع المرء على الإطلاق التركيز في أي شي فيتشكل لديه ما يُعرف بـ"دائرة الشيطان".
في هذه المرحلة يدور في ذهن المرء العديد من الأسئلة التي لا يعرف كيف يجيب عليها أو بالأحرى لا يستطيع. بعدها يمر المرء بحالات متختلفة يتبعها أعرض سلبية تؤدي إلى الفشل في الامتحان و الحصول على نتائج متدنية.
تبدأ هذه الحالات بمشاعر لا يستطيع المرء تفسيرها لكنها مخفية للغاية, ثم تتطور لتصل بالمرء إلى عدم فهمه للأسئلة الواردة في الامتحان و يشعر حينها أن جميع الأسئلة غير المتوقعة بالنسبة له خلال دراسته هي الآن أمامه وعليه الإجابة عليها, فتبدأ بعض المشاعر المسيطرة بالتوالد لدى المرء ويبدأ بلوم نفسه قائلاً بعض العبارات في نفسه مثل: لماذا يحصل هذا لي؟ كنتُ أعلم أنني سأفشل؟ تباً للجميع؟....إلخ
في المراحل المتقدمة تبدأ بعض الأعراض الجسدية بالظهور مثل زيادة معدل ضربات القلب و التعرق.
تفادي السقوط في حفرة الخوف المفرط
ينصح الباحثون بعدم الاستسلام لفخ الخوف المفرط قبل دخول الإمتحان وذلك باتباع جملة من النصائح التي تلعب و بشكل كبير دوراً إيجابياً يحول دون الوقوع في دوامة الخوف المفرط قبل خوض الإمتحان.
تعتبر الرياضة من أهم الطرق التي تحدّ من مشاعر الخوف فحركة أعضاء الجسم خلال الرياضة تساعد المرء كثيراً في تجميع طاقته الإيجابية وزيادة معدل التركيز في الدماغ.
من جهة أخرى تعدّ التغذية السليمة إحدى أهم العوامل التي تلعب بدورها دورا كبيراً في مقدرة الجسم على تحمل ضغوطات الامتحان و تقوية الذاكرة والثقة بالنفس خصوصاً الأغذية الغنية بالفيتامينات مثل الفواكه.
يعد الاسترخاء أيضاً مهماً قبل خوض الامتحان و الحصول على كمية كافية من النوم يخفف الضغوطات النفسية على الممتحن خصوصاً إذا كان قد أعدّ نفسه للإمتحان بشكل كافٍ.
Kommentar verfassen